كلما اقترب موعد حفلة الزفاف الا وازداد ابتعادي عن القراءة والانترنيت، أما التدوين فحدث ولا حرج، بالرغم من أنني نشرت على المدونة بعض الكتابات القديمة حتى أبقي المدونة حية، ولا يطالها مؤشر فأرة النسيان، لكن من الضروري ان أكتب شيئا، فقد قررت أن أكتب اليوم.
الاعداد لحفلة العرس تتطلب انشغال دائم باشياء مهمة جدا واشياء أخرى كنت وما زلت اعتبرها تافهة، لكن سلطة المجتمع تعمل عملها، اذ تجد نفسك مرغما على اتباع الموروث السائد في هذا المجال، فتنهال عليك النصائح من كل حدب وصوب، أين وكيف تعد وليمة الغذاء؟ متى يأتي المدعوين ليلا؟ وكيف توزع وقتك بين منزل العريس ومنزل العروس خلال الحفل؟ من أين ستأتي بالكراسي والطاولات والأغطية التي ستضحها في سطح المنزل؟ أين سينام المدعويين القادمين من المدن والقرى القريبة؟ كم مقدار الحلويات التي يجب اعدادها؟

تجد نفسك منشغلا بأشياء غريبة، مثلا ضرورة ربط العديد من الاتصالات من اجل توفير الزبدة والعجين الورقي، اللذان يستعملان في اعداد الحلويات، لعدم توفرهما بالجبهة.
مع كل هذه المشاغل، إضافة الى تتبع مباريات المونديال، من أين سيتوفر لك الوقت الكافي للقراءة والتدوين؟ لكن مع كل هذا الضغط وفرت بعض اللحظات لأخربش قليلا امام الكومبيوتر اليوم، وسأبدأ اليوم ببعض القراءات القليلة حتى لا يتسلل الكسل إليّ، سأبدأ اليوم بالجزء الول للمجموعة القصصية الكاملة لارنست همنغواي صاحب الروايات الرائعة: العجوز والبحر، لمن تقرع الجراس، و وداعا للسلاح .. الخ.

وسأحاول كلما انتهيت من قصة من قصصه أن اكتب بعض الملاحظات حول القصص التي تستهويني فقط او عندما احس بأني فهمت بعضا مما يقوله الكاتب، فقد تكلّخت مؤخرا وغلفت المنطقة الرمادية سحابة صدئة. سأترك هذا الكومبيوتر الآن لأقرأ إحدى قصص همنغواي قبل أن يحين موعد وصول الحافلة التي انتظر وصول الزبدة والعجين الورقي على متنها.