
هذا الصباح، انقطع التيار الكهربائي، مثل سائر الأيام التي تجري فيه سحابة في السماء، لا انترنيت ولا تلفزيون يوم الأحد، ما زال الوقت مبكرا للخروج والجو غائم أيضا والشوارع مليء بالأوحال.
هذه فرصة مناسبة لترتيب الكتب والأوراق والوثائق الملقاة على إحدى الطاولات كيفما اتفق، بعدما أفرغتها من الخزانة لكي نحولها لملابس وحاجيات ابنة أخي الذي جاء حديثا من اسبانيا، وإذا بي أجد رسالة كتبتها قبل 5 سنوات لأخي لكنني لم أرسلها له، لا ادري لماذا ضحكت كثيرا على ما كتبت فيها، وسلمتها له قائلا: لقد وصلتك رسالتي بعد 5 سنين من كتابتها فاحتفظ بها. بعد أن قرأها قال لي: إن الرسالة ليست لي، إنها لك لأنك كنت تخاطب نفسك في الرسالة، وما وجود اسمي هنا إلا كمنولوج داخلي. على أي حال قد انقل لكم الرسالة هنا ذات يوم بعد أن احذف منها ما يتعلق بأخبار الأسرة.
أكملت البحث بين تلك الأوراق فتوفر لي كم جيد من الوثائق التي تستحق النشر، وسأبدأ بالأولى، وهي رسالة حب كتبتها عندما كنت ادرس في السنة الأولى من الجامعة، لطالبة لا ادري هل كنت معجبا بها أم هي كانت معجبة بي، عند قراءة الرسالة، لم أجد فيها ما يعبر عن الرومانسية أو الرغبة في ربط علاقة جادة، ربما هو الفراغ العاطفي الذي يصادف الإنسان في المراحل النهائية من تجربة المراهقة والتحول أو هو رغبة اجتماعية في التأكيد على وجودي كذكر بربط علاقة بأنثى، بغض النظر عن مشاعرنا.
كانت المسافة جد بعيدة بين الحي الذي اقطن به (طابولة) والجامعة (مارتيل) لذا كنت دائما، بعد ساندويتش عند "حسن"، اذهب للمكتبة من اجل قراءة أي شيء (كتاب، جريدة، قصة، ديوان شعري، المقرر...) وذلك فقط إلى حين فتح أبواب الكلية (الجناح القديم) حيث توجد الآن كلية الحقوق والتي كانت شهيرة باسم "جناح مكة" وذلك لقوة وجود الطلبة المنضويين في التيارات والفصائل الإسلامية، مقارنة بـ"جناح موسكو" (كلية الآداب حاليا) لقوة حضور الطلبة اليساريين به.
في المكتبة وما بين الساعة 12 و 14 تجلس قبالتي طالبة اعتقد إنها من القصر الكبير، وبعد حديث واخذ ورد عرفت أنها تدرس مادة التاريخ والجغرافيا وأنها تقطن بالحي الجامعي لكنها لا ترغب في الذهاب ما بين 12 و14 وتفضل أن تضيف دراهم قليلة للدرهمين الخاصين بالنقل وتناول ساندويتش "حسن"، تكرر الأمر لمدة أسبوع، فاعتقدت أنها معجبة بي فكتبت هذه الرسالة وسلمتها لها:
الرسالة:
في البدء كانت الكلمة!
وستضل الكلمة دائما أفضل رسول بين العشاق.
قد تستغربين هذه الكلمات، وتتساءلين لماذا؟
إنني لا أؤمن بالنظرية التي تقول بالحب من أول نظرة، لأن الحب هو شعور إنساني راق، لا يمكن أن يحسه الإنسان بمجرد نظرة أولى، فالحب يجب أن يصقل بالمعاشرة اليومية – لا تستغربي – لكن كيف يختار الإنسان رفيقته أو رفيقها في الحياة لكي يصقلا معا هذا الحب.
بمجرد رؤيتي لك، وآنت تجلسين دائما قبالتي في مكتبة الجامعة أو في المقصف، وقع جسدك في عينيّ موقع استحسان، لذا وبعد كلمات قليلة بيننا، قررت أن أفاتحك بهذه الخطاطة عسى أن نتعرف على بعضنا بشكل أفضل.
وقد تتساءلين، لماذا اخترتك أنت بالضبط؟
إن الإنسان في هذه الدنيا لا يتمتع بحرية الاختيار، والتي تتحكم فيها الصدفة وحدها.
فمن منا اختار والديه أو زملاءه أو حتى مدينته أو قريته. لكن وبما حبانا الله من مقدرة على التكيف يستطيع الإنسان أن يتواصل مع محيطه ويتأثر فيه ويتأثر به أيضا.
لهذا كانت الصدفة وحدها من ألقت بنا في طريق بعضنا. لذا أطلب منك أن نترك مسألة التكيف للتجربة التي تعمل عملها.
أنا لن افرض عليك شخصيتي أو أفكاري أو حتى حياتي السابقة، لأنني وكما قلت فإن الإنسان يؤثر ويتأثر في نفس الوقت، فقناعتي تقول أنه لو نجحت هذه العلاقة الطفولية بيننا، فأكيد أنني سأتغير وأنت ستتغيرين أيضا.
لا اعرف هل إلى الأحسن أم إلى الأسوأ، لذا فما علينا إلا أن نترك الحياة وحدها تختار وما علينا إلا أن نحكم عقولنا في الاختيارات التي تفرضها الحياة.
ما رأيك؟
بعد أن تسلمت زميلتي أو رفيقتي المفترضة الرسالة، لم اعد شاهدها في المكتبة أو المقصف، وانتظرت طويلا أن ترد على رسالتي، لذا لا أنصحكم بكتابة رسالة حبكم الأولى مثل التي كتبتها، لأنني لم أتلقى ردا لحدود الآن.
وكل رسالة وانتم ....
هذه فرصة مناسبة لترتيب الكتب والأوراق والوثائق الملقاة على إحدى الطاولات كيفما اتفق، بعدما أفرغتها من الخزانة لكي نحولها لملابس وحاجيات ابنة أخي الذي جاء حديثا من اسبانيا، وإذا بي أجد رسالة كتبتها قبل 5 سنوات لأخي لكنني لم أرسلها له، لا ادري لماذا ضحكت كثيرا على ما كتبت فيها، وسلمتها له قائلا: لقد وصلتك رسالتي بعد 5 سنين من كتابتها فاحتفظ بها. بعد أن قرأها قال لي: إن الرسالة ليست لي، إنها لك لأنك كنت تخاطب نفسك في الرسالة، وما وجود اسمي هنا إلا كمنولوج داخلي. على أي حال قد انقل لكم الرسالة هنا ذات يوم بعد أن احذف منها ما يتعلق بأخبار الأسرة.
أكملت البحث بين تلك الأوراق فتوفر لي كم جيد من الوثائق التي تستحق النشر، وسأبدأ بالأولى، وهي رسالة حب كتبتها عندما كنت ادرس في السنة الأولى من الجامعة، لطالبة لا ادري هل كنت معجبا بها أم هي كانت معجبة بي، عند قراءة الرسالة، لم أجد فيها ما يعبر عن الرومانسية أو الرغبة في ربط علاقة جادة، ربما هو الفراغ العاطفي الذي يصادف الإنسان في المراحل النهائية من تجربة المراهقة والتحول أو هو رغبة اجتماعية في التأكيد على وجودي كذكر بربط علاقة بأنثى، بغض النظر عن مشاعرنا.
كانت المسافة جد بعيدة بين الحي الذي اقطن به (طابولة) والجامعة (مارتيل) لذا كنت دائما، بعد ساندويتش عند "حسن"، اذهب للمكتبة من اجل قراءة أي شيء (كتاب، جريدة، قصة، ديوان شعري، المقرر...) وذلك فقط إلى حين فتح أبواب الكلية (الجناح القديم) حيث توجد الآن كلية الحقوق والتي كانت شهيرة باسم "جناح مكة" وذلك لقوة وجود الطلبة المنضويين في التيارات والفصائل الإسلامية، مقارنة بـ"جناح موسكو" (كلية الآداب حاليا) لقوة حضور الطلبة اليساريين به.
في المكتبة وما بين الساعة 12 و 14 تجلس قبالتي طالبة اعتقد إنها من القصر الكبير، وبعد حديث واخذ ورد عرفت أنها تدرس مادة التاريخ والجغرافيا وأنها تقطن بالحي الجامعي لكنها لا ترغب في الذهاب ما بين 12 و14 وتفضل أن تضيف دراهم قليلة للدرهمين الخاصين بالنقل وتناول ساندويتش "حسن"، تكرر الأمر لمدة أسبوع، فاعتقدت أنها معجبة بي فكتبت هذه الرسالة وسلمتها لها:
الرسالة:
في البدء كانت الكلمة!
وستضل الكلمة دائما أفضل رسول بين العشاق.
قد تستغربين هذه الكلمات، وتتساءلين لماذا؟
إنني لا أؤمن بالنظرية التي تقول بالحب من أول نظرة، لأن الحب هو شعور إنساني راق، لا يمكن أن يحسه الإنسان بمجرد نظرة أولى، فالحب يجب أن يصقل بالمعاشرة اليومية – لا تستغربي – لكن كيف يختار الإنسان رفيقته أو رفيقها في الحياة لكي يصقلا معا هذا الحب.
بمجرد رؤيتي لك، وآنت تجلسين دائما قبالتي في مكتبة الجامعة أو في المقصف، وقع جسدك في عينيّ موقع استحسان، لذا وبعد كلمات قليلة بيننا، قررت أن أفاتحك بهذه الخطاطة عسى أن نتعرف على بعضنا بشكل أفضل.
وقد تتساءلين، لماذا اخترتك أنت بالضبط؟
إن الإنسان في هذه الدنيا لا يتمتع بحرية الاختيار، والتي تتحكم فيها الصدفة وحدها.
فمن منا اختار والديه أو زملاءه أو حتى مدينته أو قريته. لكن وبما حبانا الله من مقدرة على التكيف يستطيع الإنسان أن يتواصل مع محيطه ويتأثر فيه ويتأثر به أيضا.
لهذا كانت الصدفة وحدها من ألقت بنا في طريق بعضنا. لذا أطلب منك أن نترك مسألة التكيف للتجربة التي تعمل عملها.
أنا لن افرض عليك شخصيتي أو أفكاري أو حتى حياتي السابقة، لأنني وكما قلت فإن الإنسان يؤثر ويتأثر في نفس الوقت، فقناعتي تقول أنه لو نجحت هذه العلاقة الطفولية بيننا، فأكيد أنني سأتغير وأنت ستتغيرين أيضا.
لا اعرف هل إلى الأحسن أم إلى الأسوأ، لذا فما علينا إلا أن نترك الحياة وحدها تختار وما علينا إلا أن نحكم عقولنا في الاختيارات التي تفرضها الحياة.
ما رأيك؟
بعد أن تسلمت زميلتي أو رفيقتي المفترضة الرسالة، لم اعد شاهدها في المكتبة أو المقصف، وانتظرت طويلا أن ترد على رسالتي، لذا لا أنصحكم بكتابة رسالة حبكم الأولى مثل التي كتبتها، لأنني لم أتلقى ردا لحدود الآن.
وكل رسالة وانتم ....
الأحد: 01 مارس 2009
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف